بسم الله الرحمن الرحيم

يا رُقيّة، أتعلمين ما عهدي مع الطفل الذي سيُولد؟

لا يا الله، إنك أنت العليم، ولا اعلم شيئًا إلا ما علمت امتكَ هذه، يا ربّي، رب العالمين،ذو السلطان العظيم والمُلك الرفيع.

يا أمَتي، حين كانت أمُّكِ توشك أن تلدكِ، كلمتُكِ: يا أمَتي، يا انتِ أمَتي، أذكرتِني بعدما صرتِ في الدنيا؟وأجبتِ يا رُقيّة: بلى، إني لأذكركَ كثيرًا خالقي، يا ربّ. وبكيتِ... فلما وُلدتِ، قلتُ لكِ: أَتذكرينني يا أمَتي؟ حين جُعْتِ، وشربتِ ماء السَّلَى في بطن أمِّكِ، وكان هناك نِعَمي مجتمعة.

حتى نَموتِ كاملة، وعندما كنتِ في رحم أمِّكِ قلتِ لي: يا ربي، كلما كبرتُ زاد خوفي من فراقي في عالم الروح، جعلني أُغفل عنك في الدنيا. إني لا أريد في قلبي إلا أنت يا ربي، لا أريد الفراق منك، أنت خالقي، وأنت الذي خلقتني من عَلقة فصرتُ كاملة، لديّ جميع أعضائي كاملة، أخاف كل ما فيَّ، انْ أجعل في سبيل الشر فتسخط عليَّ، يا الله، الهي ،رب العالمين، اجعلني خير العباد ،المطيعين لك ويخشونك.

وأجبتُكِ: يا أمَتي، قد جعلتُكِ أمَتي، من خير العباد، إذا أتيتِ فعلاً ذميمًا، أتيتُ إليكِ وأنتِ خائفة، فرجعتِ إليَّ، وحسبي أن أكون ربّكِ وحدي.وأجبتِ: حقا يا رب، أنت ربي وحدك لا شريك لك، وأنت ربي الرحمن الرحيم، لا إله إلا أنت، ومحمّد رسولك.

يا أمَتي، من أين رأيتِ محمّدًا وعرفتِ محمّدًا؟ يا ربّي، عرفتُه من أعمدة عرشك، ورأيتُ ، على كل عمود مكتوب "أحمد"، وهو محمّد الذي أحببتَه. يا أمَتي، أين علمتِ أني سميتُه محمّدًا، ومن أين عرفتِ أني أحببتُه محمّدًا؟

يا ربّي، رأيتُك تُثني كثيرًا على محمّد، وتُصلّي على محمد في كل حين، وتذكره كثيرًا أمام ملائكتك، وكنتُ أسمع، بسرور ايضاً، لو أن ربّي جعلني ابنةً لمحمّد، سأُصلّي عليه في كل وقت، وسأذكر محمدا أكثر من نفسي.

يا أمَتي!! قد اجبت طلبكِ، وجعلتكِ ابنة محمّد، فستعلمين حين آتيكِ يومًا ما، أنتِ رقيّة بنت محمّد. وأجبتِ: يا ربي، الحمد لك، يا ربي، لا إله إلا أنت، لا تجعلني عبدًا لأحدٍ، ولا مملوكًا لأحدٍ غير أنّني (رُقيّة) أمتك ، وأمةٌ تسيرُ في طريقك، وتستظلُّ في ظلّك، واجعلني أمتك وحدك، حتى أكون طائعةً لك وحدك، ولا أطيعَ أحدًا في هذه الدنيا.

وأجبتُ: يا اَمتي! أنتِ اَمتي، وأنا ربُّكِ، ملكُ الملوك، القادر في وجه هذه الأرض والسماء، وفي كلّ مكانٍ خفيّ، في كلّ مكانٍ أنا العليم بما في الصدور، ولا يخفى عليَّ شيء.جعلتكِ امتي النافعة لي تبلِّغ الأخبار في آخر الزمان القادم، وستقومين بأمرِي، تدعين عبادِي في طريق محمد، حتى إذا جاء وقتُهُ فانتِ أنا اهديكِ في طريقي، نوري سينير خطاكِ، وستطيعين تنفيذ ما أمرتكِ به.

وسأجعل منك عبداً حقاً مطيعاً لي، ليس لي غيركِ من اشاء، أنتِ الذي من أشاء تبلغ أخباري إلى عبادي في آخر الزمان. إنني أحب محمداً، ومحمد يحب أمّته لو لم أَنصر أمة محمد، لامتلأت كلّ مكانٍ في النار بأمة آخر الزمان وهم يصبحون أتباع الدجال.

وقُلتِ: يا ربّي، أنقِذْ أُمّة أبي، كما أحببتَ أبي محمداً، فأحبِبْني كمحمّدٍ، أبي. وقُلتُ: أحببتُك كما أحبّني محمدٌ، يا اَمتي، ومحبَّتكِ لي أشدُّ من محبّة محمدٍ لي، وأنتِ واصلةُ محمد، يا رُقيّة!" كما كانت أُممُه يتلقَّوْنَ الخبرَ من محمدٍ بواسطة المَلَكِ جبريل، وأُخبِرُكِ بواسطة المَلَكِ جبريلَ وعيسى ابنِ مريم. إنّ عيسى ابنَ مريم حبيبِي، خلقته من كلمتي كُنْ فَيَكُون، وخلقتكِ من قولِي كُنْ فَيَكُون، حتّى تتلقى الخبر مني ...

يا الله، كيف لي استطيع أن أُحبَّكَ أكثرَ من حبِّ أبي أحمد، وأنا لستُ نبيًّا، ولا عالِمًا بك، يا ربّ... إنّما أنا مُحبّةٌ جاهلة في معرفتِكَ، يا ربّ. وقُلتُ: يا امتي، انتِ تحبينني فوق كل شيء، وأنا أعلم كم تحبينني، وحبكِ لي تفوق من محمد." وقلتِ:
"يا الله، اجعل حبي لك تفوق من حب محمد لك، لأنك أنت وحدك من أحب، وزدتَ حبيّ لك عن حبي لأبي محمد، يا الله.

وأجبتُ: أنتِ يا روحًا طاهرة، قد جعلتُكِ تحبّينني أكثر من حبّكِ لمحمد، وأحببتُكِ لأنكِ ذكرتِ محمدًا، وذلك هو حبّكِ الذي تفوق حبّ محمد لي. ولولا محمد، لما خلقتُ هذا العالم، امتي. يا امتي!! في ذلك الوقت قلتِ: "يا الله، يا ربّي العدل، ما هي العدالة لي إذا وُلدتُ؟" وأجبتُكِ: "يا امتي!! يا امتي!! أنا الحَكَم العدل، إذا ظلموكِ، فأنا ناصركِ، وأنا خير الحاكمين، وأنا حافِظُكِ، حتى تنجو من شرور الناس والشياطين الملعونين."

وقلتِ لي يا امتي: "يا الله، كيف ستكون حياتي؟ أجبتُكِ: "يا امتي!! أنتِ الفقيرة، كلّ حاجاتكِ عندي، وسأفيض عليكِ رزقي حين تكوني في أشدّ الحاجة إليه. ولا يفوت عن علمي شيءٌ، يا امَتي. وقلتِ يا امتي: يا الله، لا تجعلني من الذين أُوتوا التيسير فَكَفَروا، ولا تجعلني من الجاحدين بنِعَمِك، إنك أنتَ ربّي معطي الرحمة ومعطي الفضل، فاجعلني عبدًا مطيعًا لك، ومتّخذًا إيّاكَ إلهًا، لا إله إلا أنت، ولا تجعلني عبدًا كفورًا متكبرًا."

فيا امتي! قلتُ لكِ قبل أن تولدي: "قد خلقتُك على يقينكِ بي، وأنا ربُّكِ، وأنتِ امتي، وإيّايَ تعبدين، وإيّايَ تستعينين، واجعلي قولي هذا هو يقينكِ حتى يأتيكِ الأجل. ثم يا امتي! قد جعلتُكِ كما قلتُ لكِ، وكما سألتِني، أنا ربكِ، ومحمد نبيكِ، والإسلام دينكِ، وملائكتي هم قدرتي في كل ما تفعلين من خير وشر. جميع أعمالك الحسنة والسيئة مكتوبة في لوح محفوظي، وكلها جعلتها واقعة حين وُلدتِ إلى الأرض، والكل في قدرتي. وقد جعلتِني ربك، لا إله إلا أنا، ومحمد هو آخر نبي أرسلتُه في خيركم على طريقي، حتى لا يستطيع الشيطان أن يتشبه به، فهو الذي يحمل إليكم أنباء آخر الزمان.

يا ربي، أنت ربي، لا إله إلا أنت، وأنا (رقيّة) رضيت بك ربًّا، اجعل موتي موتًا حسنًا لي ولذريتي. إنك أنت الذي أعبد، لا غير ، وأنت إلهي الأحد، لا شريك لك.وأنا أجيبكِ يا امتي أنتِ تعبديني حتى في القادمة تقومي بمهمة محمد دليلا على محبتي لمحمد تدعو أمم محمد، وقد جعلتكِ في صف عيسى ابن مريم ،الذي سترافقه في حياتكِ القادمة في مساعدتك لشهادتي وشهادة محمد وشهادة عيسى ابن مريم. لديّ عهدٌ مع محمد، وعهد محمد مع عيسى ابن مريم، وإني لأمنحك الهداية من داخلك، حتى تنالي الفضل، فتصبحي في قوتي وحمايتي، حين يحين الوقت، تنفذين أمري.

يا امتي، لقد فعلتِ ما أردتِ وما استجبتُه لكِ، ولم تتركيني أبدًا رغم ما نالكِ من الإهانة والسب، أنا ربكِ، لا إله إلا أنا، وفي سري ،قد كشفتُ في آخر الزمان، وجعلتكِ مبلغةً لأخباري بما وعدتُكِ به من قبل حين كنتِ موجودة، ولكنكِ لم تكوني بعد في هيئةٍ مجسدة. هكذا اَمَتي، وأفتح لكِ قليلاً ما تعرفينه الآن هو عهدكِ في عالم الروح معي، أنا ربك. وأنا الرب العظيم، ولا أحد يجعلني نِدًّا مع إلهٍ آخر، انّه في خسران كبير.

يا ربي، أنا راضية بعهدِي في عالم الأرواح معك، إنك قد هدَيتني، ووفيت بوعدك، وكل وعودك حقٌ يا ربي، واجعلني عبدك وحدك، ولا عبودية لي غيرك الذي محيط بالسماوات والأرض والكل في قبضتك.

يا امتي، اخبريهم أني فتحت عهدكِ من عالم الروح، وحين أقررتُ الخير واختَرتم الشر، فإن إبليس لا يريدكم أن تعودوا إليّ وأنتم في حالة محبتي واشتياقي إليّ، غير انه يظنّ أني لست إلهكم الذي يُخبِر بشارة آخر الزمان إلى شهيدتي. أنا أَجعل كل شيء كائنًا بقولي "كن فيكون"، وكل ما أشاء يكون، ولو لم تُؤمنوا بقدرتي، ذلك عليّ يسير، انما يتذكّر أُولُو الأَلْبَابِ، وأنا أُريد لما أريد.

يا ربي، أنت الله الذي أعبده، لا إله غيرك أعبده، ولم أشركك بسلطةٍ أخرى من عبادك في هذا العالم، إنك أنت القادر على كل شيء، وذلك عليك يسير ... لا إله إلا الله محمد رسول الله. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أُولَئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
آمِينَ، يَا اللَّهُ، يَا رَبّ، يَا سَمِيعُ، يَا بَصِيرُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ

Keywords: